ماذا لو ربحت المليشيا الحرب في كون موازي

في كون موازي ضمن الأكوان المتعددة  تشرق شمس يوم آخر من ايام العام ٢٠٢٦  العادية علي كوكب ام صفقا عراض الشبيه بالأرض.

نفس البؤس و الحزن يرسم ظلاله علي مدينة الخرطوم العاصمة السودانية في الكون الموازي 

نفس   ذلك السواد الذي طغي علي كل الوان و اطياف السودان منذ ان سيطرت مليشيا الدعم السريع علي معظم السودان في ذلك العالم.

المذياع يتحدث عن انجازات المشير محمد حمدان دقلو، قائد مليشيا الدعم السريع،. الذي 

استبدل حديثا لقب رئيس يلقب القائد “الانتقالي” للسودان.

لا احد يراه كثيرا في الحياة العامة و لا يوجد بث تلفزيوني عدا ذلك الصادر من إذاعات قل ما تعمل نسبة لانقطاع التيار الكهربائي المستمر.

المواطن السوداني بات لا يكترث كثيرا لهذه الأشياء هناك اقوال بانه قتل و اشاعات تقول انه حي لكنه يعاني من وضع صحي حرج يمنعه من الظهور. 

لكن الظاهر و الواضح للعيان بانه حاضر في كل شارع و منزل بصوره التي ترتفع في كل الطرقات و علي بعض سيارات الدفع الرباعي التابعة للمليشيا التي تنتشر في كل شارع تقريبا.

سنوات الحرب الاهلية التي انتشرت في كل ربوع السودان شرقا  و شمالا و جنويا تضيف الي صور الجنرال بعض الثقوب ربما كانت رشقات من رصاص بعض اعضاء المليشيا او قطاع الطرق او الحركات الاسلامية المتشددة او لجان المقاومة المسلحة لا احد يستطيع ان يجزم لكن الواضح ان صوت الرصاص بات لا ينقطع  منذ ال خامس عشر من ابريل ٢٠٢٣ في ذلك العالم 

تناقص عدد الحيوانات في الشارع حتي تلك الكلاب المسعورة قررت الرحيل فقد عاشت البلاد مجاعة كبيرة  تسببت في موت عشرات الآلاف من المواطنين و الحيوانات.

انتشار وباء الحصبة كان كارثي ايضا  فقد فقد السودان نصف موالديه  دون الخمس أعوام و من نجي سقط في براثن سوء التغذية.

كذلك فقدت المليشيا عدد مقدر من جنودها نتاج انتشار الاوبئة و عاد شلل الأطفال الي الظهور.

الاشتباكات حول المعابر و عدم تمكن المليشيا من السيطرة علي اي ميناء جعلت دخول المساعدات الي البلاد امر مستحيل.

عدا ذلك الانهيار الامني و الإداري جعل من السودان بقعة من جهنم علي الارض فأصبح المرض و الجوع و الخوف  عبء آخر يضاف  الي فاتورة المواطنة.

و بذكر المواطنة فقد تراجع عدد السكان من  ٤٠ مليون مواطن الي ٣٠ مليون مواطن  بعد وفاة ٥ مليون و فرار مثلهم الي الدول المجاورة.

النزوح ايضا ما زال مستمر الملايين الآخرون داخل السودان، لجأوا إلى مخيمات النازحين المزدحمة التي يطاردها الجوع والمرض.

من ناحية اقتصادية فقد رحلت جميع شركات البترول الاجنبية من البلاد و كذلك كل راس المال الوطني عدا بعد الصناعات البسيطة و المحلية اختفت.

 كل مظاهر الانتاج من السوق لارتفاع التكاليف و انعدام المواد الأولية و غياب الامن و ارتفاع الجبايات.

يحاول ال دقلو  الحكم من خلال حكومة مدنية وهمية.

 ، يحركونها كالدمي لكن هؤلاء المسؤولين غير فعالين لأنهم يفتقرون إلى القوة الحقيقية 

والقواعد السياسية الحقيقية والخبرة الحكومية. 

العبث السياسي و التناحر بين مكونات الحاضنة السياسة الراغبة و المجبورة ادي الي انهيار مؤسسات الدولة تقريباً، ومحاولات دقلو لإحيائها فاشلة تماما رغم الصرف البذخي من ال دقلو.

غياب الانفاق الحكومي و تضخم الإنفاق علي المليشيا الذي ارهق الدولة مع ضعف القدرة الشرائية و الإنتاجية للمواطن ادي الي افلاس الدولة و غياب الخدمات الأساسية مثل التعليم و الصحة  حتي شركات الاتصالات هجرت السودان و لا يوجد غير شبكة شركة الجنيد التي لا يمكن لشخص ان يستخدمها لضعفها في مناطق و غياب القدرة التشغيلية ناهيك عن الفساد الذي اصاب القطاع الخدمي كاملا فلم يعد هناك نظام بنكي غير صرافات و تجار عملة بالعدد مقربون من المليشيا.

لم يري الطلاب و التلاميذ مدارسهم منذ اندلاع الحرب 

نسيت ان أخبركم  بان جمهورية ال دقلو تئن تحت عقوبات دولية و مقاطعات اقليمية، فالامير و راعي المليشيا المختفي مقاطع دوليا و لا يستطيع السفر الي اي دولة و  شقيقه عبد الرحيم، نائب قائد المليشيا ، يواجه اتهامًا أمام المحكمة الجنائية الدولية كما يخضع قادة آخرون في القوات  لتحقيق من قبل لجنة تحقيق تابعة للاتحاد الأفريقي و محاكم اوربية ، تشكلت عقب وقوع إبادة جديدة في دارفور 

.

يذكر ان الدول التي كانت تعتبر ، حليفة المليشيا قد قطعت العلاقات بعد أن أصبح العلاقة عبئاً سياسياً كبيراً جداً. على الجانب الآخر، تواصل روسيا التجارة مع قوات الدعم السريع، وتقوم بشراء الذهب والمعادن الأخرى بسعر بخس كونها الدولة الوحيدة القادرة علي الافلات من العقوبات.

اصبحت العلاقات مع الدول المجاورة سيئة.

انتقل الصراع  بين قوات الدعم السريع ومجموعات دارفور المسلحة الأخرى إلى تشاد. 

كما دخل جنوب السودان خط النار 

جنوب السودان الذي كان مرتبطًا سابقًا بالسودان من خلال المصالح الاقتصادية المشتركة، ( استخدام أنابيب النفط والموانئ السودانية)  لم يعد لديه تلك المصالح المشتركة بعد تدمر البنية التحتية و مصفاة النفط. 

كما اندلعت اشتباكات عبر الحدود في عدة مناطق، بما في ذلك في منطقة أبيي المتنازع عليها، و أعالي النيل ، وبحر الغزال بين قوات جيش جنوب السودان و مليشيا مدعومة من قوات الدعم السريع .

قوات الدعم السريع، على الرغم من فوزها، أصبحت منظمة مرهقة ومنقسمة . بعد أن ازداد عددها لأكثر من نصف مليون  جندي قبل نهاية الحرب، أصبحت قوات الدعم السريع كبيرة بشكل لا يمكن إدارته ومكلفة للغاية و يصعب الحفاظ  عليها، كما ومزقتها الخلافات  الداخلية بشأن المال والسلطة. 

تعرضت قوات الدعم السريع لخسائر فادحة في خلال معارك شرسة في المدن النهائية التي كان يسيطر  عليها  الجيش في عطبرة  ودنقلا وبورتسودان. 

كما طالب الآلاف من مقاتلي الدعم السريع السابقين، الذين أصيبوا في الحرب، بالتعويض والرعاية الطبية، والتي لا يستطيع ال دقلو  توفيرها أو لا يرغبون في ذلك بشكل اصح.

تتجمع حشود من أرامل الحرب والأيتام خارج مكاتب وقواعد قوات الدعم السريع، تتسول.

بالإضافة الي المواطنات الاتي فقدن ازواجهن و مصادر دخلهن 

القتال ما زال مستمرًا في بعض أجزاء البلاد. في الغرب، تسيطر مجموعات مسلحة  على أجزاء من دارفور وتشن هجمات عابرة للحدود على قوات الدعم السريع من تشاد. في الجنوب، تسيطر الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال على أجزاء من جبال النوبة. في الشرق، يشن رجال قبيلة البجا وبقايا الجيش تمردًا في جبال البحر الأحمر. اما في الشمال فهو تحت سيطرة مشتركة بين الجيش المصري وبقايا القوات المسلحة السودانية ترتكز في  مدينة وادي حلفا .

لم يستتب امر الحكم بعد لال دقلو كما اسلفنا هناك كثير من المقاومة المسلحة التي تعارض حكم ال دقلو فيقومون بشن هجمات غير متوقعة بالعاصمة وغيرها من المدن.

كما ظهر علي السطح  تنطيم داعش، الذي كان غائبًا تقريبًا في السودان قبل الحرب.

و كعادتها كفرت داعش مليشيا الدعم السريع و اصبحت تستهدفها و نجحت في تكبيدها بعض الخسائر …

داعش ايضا استمدت دعم اقليمي من المنظومات المتطرفة الافريقية التي اصبحت تطمع في انشاء إمارة إسلامية في السودان.

بسبب الانعدام الأمني والانهيار الاقتصادي وخطر الإرهاب، لا توجد رحلات جوية تجارية دولية إلى ومن السودان. ينزلق السودان إلى حالة عزل وانهيار أعمق.

مع ذلك، يظهر الخرطوم بعض علامات إحياء اقتصادي طفيفة. الضرائب والنهب ما زالت مستمرة  وتم استبدال الطبقة المتوسطة و النخب السودانية بنافذين من ال دقلو و معاونيهم  

 حركة إعمار بطيئة في العاصمة بدات يصاحبها يتم بناء قصر جديد على ضفاف النيل.

ليكون سراي القائد الانتقالي.

قحت ما تزال تحاول خلق اجماع دولي و محلي حولها دون فائدة و تنادي بحوار وطني لا يستثني احدا خصوصا بعد التقارب الذي حصل بين المليشيا و الاسلامين بعد الحرب … 

Similar Posts