عنوان الكرم بيترو
مدخل :- هيثم يا ولدي …
مدخل آخر :- شكرا لمن لم يحسسني يوما باني ابن خالة اولاده بل ابنه و مقدم عليهم حينا و متساويا في كل الأحيان …
مدخل اخير :- تقف الكلمات عاجزة في وقت رحيلك.
في ظل عزلتي و انقطاعي عن العالم انتظر غياهب المجهول … و اكتشف الحياة من جديد.
لعن الله الحرب و من أشعلها.
لن اتحدث عن هول ما يجري في مدني فمصابي اكبر فقد رحل عن دنيانا الوالد و الخال و العم و الصديق و الاستاذ …
محمد بيترو ماركو زوج خالتي و صديق والدي …
ليس صديقه بل اخوه …
ريما كان الشخص الوحيد الذي يمكن ان يغير راي ابي او لماذا يفكر.
لم اخبر والدي بالخبر بعد فكيف لي ان اخبره بان “ود الترك” قد رحل…
ود الترك هو اللقب الذي يطلقه ابي علي عم محمد رحمه الله و هو نفس اللقب الذي يطلقه عمي محمد علي والدي.
كلاهما ولد ترك لدي الاخر .
لكن الثابت ان علاقتهما ثابتة منذ ايام جامعة الخرطوم و تشارك بصات الحصاحصيا الي رحلات الدراسات العليا في بريطانيا.
كريم أجواد و جود أروش هكذا كان العم محمد رجل كريم لم ينقطع عن الجود ر المساعدة يوما في حياته و حتي بعدها و عندما قرر بناء بيت لمعاشه فكر ببناء مسجد يسبق ذلك المنزل.
فأصبح بيته في الدنيا و اسئل الكريم ان يكون مسكنه في الاخرة قصرا من ما لم تراه عين.
ايا كان الحدث او المطلوب ستجد ان عم محمد رحمه الله قد تكفل به. تعليم صحة اسكان … او حتي ان كان الغرض ثانويا ستجد ان عم محمد حاضرا.
ناصحا محب.
ارتباطي ب عم محمد لم يكن ارتباط شخص ب زوج خالة او اب ابناء خالات علي العكس كان والدا و محب. أسامره و يسامرني و كثيرا ما نتحدث في كل امور الحياة يدا من الكورة التي اكره و فريق المريخ .. الي السياسة التي بكره.
عم محمد الذي ان لم يكن يقرأ القران فإنه ينهل من مراجع الأشعة و الطب.
عم محمد الذي يستيقظ لكل صلاة و يذهب الي الجامع مفتتحا …
كان اكبر حزنه ايام الكرونا ان المساجد قد أقفلت ..
هيثم يا ولدي هذه دوما جملته الافتتاحية.
دبلوماسية عم محمد تابعة من تجربة حياة عشاها في دهاليز كلية الطب جامعة الخرطوم و اروقة الجامعات و المستشفيات البريطانية حيث حصل علي اعلي درجات في تخصص الأشعة. ساحر هو عند رويته و سيم فطن.
كان كثيرا ما يوصينا أنا و ابناء خالتي ان نكون يد واحدة و حتي عند اختلافنا في التشخيص كان يحثنا ان نتعاون ربما وصلنا الي نتيجة افضل.
نلت كثير من الدرجات العلمية و المراتب في الطب لكن أكبرها كان عندما سألني عن رايي المتواضع في حالة حينها احسست ان أبوقراط الطب يستشيرني.
اللهم ان هو عبدك و أنت اعلم به مني لكن إذا نزل عنده ضيف كان اكرم من عرفت فيا كريم اكرمه.
اللهم نشهد له بانه كافل اليتيم و مغيث المحتاج و هو بك محتاج فاللهم أغثه.
اللهم كريم نزل بابك و انت اكرم الاكرمين فافتح أبوابك فب وجهه
اللهم اغلق لنا في هذه. الاسرة باب فافتح لنا الف باب و باب
كان ابي و كان رجل
ابتسامته تسبق سلامه.
في امان الله و وداعته
و الحمد لله راضين مستشيرين حسبنا الله و نعم الوكيل
و انا لله و أنا اليه راجعون
